fbpx تركيبات حي الحرف: دينا حدادين | Amman Design Week
بقلم عامر الموسى بتاريخ الخميس, أيلول 1, 2016
Thumbnail
Header Image
Adw Innernew Dinanew4

الرواق والجسر

دينا حدّادين، خالد علي، نورما قبطي

منذ 35 عام، يشغر مجمّع رغدان محطّة مواصلات حيويّة بين عمّان والمدن الرئيسيّة مثل الزرقاء والكرك. تغطّي مساحة المجمّع، التي تعتبر أيضاً مساحة عامّة تحتضن كل أوجه الحياة الحضريّة من المواصلات إلى التجارة إلى الاتصالات، 12 ألف متر مربّع، وأنشئت بتمويل ياباني منذ العام 2006 كبناء دائم وكجزء من مشروع تطوير وسط البلد واسع النطاق. وعلى الرّغم من وظيفتها المفترضة كمركز تجاري معاصر، إلا أن الخطّة لم تتحقّق، وبقيت المساحة منذ ذلك الوقت فارغة.

تبدأ كل المشاريع في الشارع بشكل عابر كالشائعات. وتشكّل الأعمدة والجسر تجهيزات فنيّة مؤقّتة، ناسجة ما بين الواقعي والمتخيّل، مانحة الفرصة لخلق قصص ومعانٍ جديدة. وباستعمال مواد مستعارة من مشاهد حياتنا اليوميّة، تسائل التجهيزات الفنّية الخصائص العابرة والعلاقة ما بين مشاريع المواد الدائمة، وبين الأفكار المهجورة والمتروكة لتبقّى معلّقة في الزمن.


التصميم الأوّل: الرواق

الرواقعند الدخول إلى "حي الحرف"، يظهر الرواق التي تصل ما بين المساحة العامة ومناطق اصطفاف السيّارات الفارغة وبين جسم البناء المهجور. فكعتبة مؤقّتة، تثير هذه الأعمدة التساؤلات حول المساحات المتروكه بينها: الإعاقة وإعادة الموضعة المتأصّلة في أي نوع من التحوّل. تم تشييد البناء العابر باستخدام 12 سقّالة رتّبت على شكل شبكة ووضعت في منتصف الساحة الخالية. وضعت هذه الأعمدة بهذا الشكل المتباعد عن بعضها لخلق رمز معماري تقليدي للقوة من المواد الهشّة. وبدورها، تشكّل المخارج بين الأعمدة شكل أقواس مثلّثة تولّدها دمج الأعمدة معاً بقطعة طويلة من قماش القنّب البرتقالي يبلغ طولها 700 متر، والتي عادة ما تستخدم كمادة صناعيّة لتغطية مواقع البناء. توظّف هذه الأعمدة، عبر الاستيلاء على المواد التي تعوّد الناس على رؤيتها في سياقات مختلفة، لخلق قناطر تحاكي تلك الموجودة في شارع قريش الذي يؤدّي إلى المجمّع.


التصميم الثاني: الجسر

الجسرمهجوراً ومعلّقاً في الزمن والمكان، يصبح بناء جسر، والذي من المفترض أن يصل ويحتفي بمسافة عبر تحديد نقطة بداية ونهاية، نصباً للفراغ في مشهد المدينة. جسر رغدان واحد من هذه الأمثلة بسبب تصميمه في الأساس للربط ما بين نسيج المدينة وبناء المجمّع. وبسبب عدم إشغار المجمّع، لم يتم استعمال الجسر نهائيّاً. يلتف حول نصب الفراغ هذا 400 متر من قماش القنّب البرتقالي الذي يستعمل في مواقع البناء عبر بناء موجود سلفاً. يحيي هذ البرج الطافي ديمومة مخلّفات البناء حول المدينة، مستذكراً البناء الذي يوظّف كمخرج من وإلى المدينة عبر هذه الفعاليّة.


دينا حدّادين معماريّة وفنّانة بصريّة تقيم وتعمل في الأردن. تأثرت ممارساتها الفنيّة بمهنتها المعماريّة ومعايناتها للمدن والأماكن. كفنّانة متعدّدة التخصّصات تعمل بتقنيّات تتنوّع ما بين التقليديّة وبين التجريب، تصوّر أعمالها متعدّدة الطبقات، الرسومات واللوحات والصور والمنحوتات والتجهيزات الفنيّة، سعيها نحو الأصالة والانتماء في مشهد حضري دائم التغيّر. تعكس هذه الأعمال دراسة الأماكن في مرحلة التحوّلات والتغييرات الجغرافيّة. وبإيمانها بأن التعريفات الجديدة في النباء يمكن أن تقود التغيير والتطوّر الحقيقي، تعمل دينا كمعماريّة في Symbiosis Designs ltd.، وشاركت وتشارك في عدد من المعارض الفنيّة المحليّة والعالميّة، ومعارض البينالي والإقامات الفنيّة.


النول والمظلات

التصميم الأوّل: النول

دينا حدّادين، خالد علي، نورما قبطي

النولتحدّد العريشة، بالأحبال التي يبلغ طولها 3800 متر، والمنسوجة والمتشابكة حولها، الرواق الرئيسي في مجمّع رغدان السياحي. إذ نسج كل حبل وربط بعناية بالبناء الموجود عبر نظام وإيقاع لبناء نول يصل كل الطوابق بـ"وزن الشوكة" المصمّم لمحاكاة شوكة النول التقليدي. يأخذ المنوال شكل قضيب معدني يعرف باسم "المشط"، والذي يحتوي على عدد من الثقوب لتمرير الخيوط.

يعمل النول كرمز للإبداع الفردي في أي حرفة، كمادة تقف بمواجهة إخفاء هويّة الإنتاج الشامل، وبجانب عمليّة الإنتاج الشخصيّة. بهذه الطريقة، تقف بمواجهة أعمال الشركات، وتعود بالسلطة إلى الأيدي، محوّلة وجهات النظر المكانيّة ومحتلّة فراغ الأبنية الموجودة.


التصميم الثاني: المظلات

دينا حدّادين، خالد علي، نورما قبطي بمساعدة ديانا ريّان

المظلاتتم إنشاء تركيب نمطي على شكل مثلّث، مستوحى من الأنماط البصريّة المحليّة، يتبنّى الاستدامة وإعادة التدوير لبناء كل مظلّة بخيوط تم تجميعها من أكياس بلاستيكيّة. حاكت هذه المثلثات، التي تبلغ 1600مثلثاً، نساء من مخيّم جرش للاجئين باستعمال تقنية الكروشيه الفريدة، وهي حرفة مهملة اختفت جرّاء اعتماد اقتصاد الاستهلاك على الإنتاج الشامل. تمثّل المظلات العشرة موقفاً ضد الثقافة المهيمنة، والإنتاج الشامل والرأسماليّة. تعكس هذه التركيبات تمكين الحرف والإبداع والتعبير عن النفس، محوّلة القيم بعيداً عن الآلة وتقربها إلى أيدي الناس العاديين. تعيد المظلات موضعة المعنى الشخصي في عالم لا مبالٍ، وذلك باستعمال شظايا تنسج جسد كل مظلة. هذه قطعة اجتماعيّة أدائيّة تعكس ثقافة المجتمعات المحليّة المتماسكة عبر حرفة حياكة الكروشيه المحتضرة.

مظلات من قماش القنّب